هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالرئيسية

 

 رجال حول الرسول..

اذهب الى الأسفل 
+2
Bedoo
Tawfi2
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Tawfi2
مشرف
مشرف



ذكر عدد الرسائل : 153
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 11/08/2008

رجال حول الرسول.. Empty
مُساهمةموضوع: رجال حول الرسول..   رجال حول الرسول.. I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 04, 2008 5:58 am

[center]بسم الله الرحمن الرحيم[/center]

والصلاه والسلام علي اشرف خلق الله سيدنا محمد عليه افضل الصلاه والسلام

اما بعد

قال الله تعالي

بسم الله الرحمن الرحيم

{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا }

صدق الله العظيم


وقال ايضا

{ محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطاه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما }

صدق الله العظيم


رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم

جاءوا واثروا في قلوبنا واسماعنا

لقد جاءوا الحياه في اونهم المرتقب,ويومهم الموعود..

فحين كانت الحياه تهيب بمن يجدد لقيمتها الروحيه شبابها وصوابها,جاء هؤلاء مع رسولهم الكريم مبشرين وناسكين ..

وحين كانت تهيب بمن يضع عن البشريه الرازحه اغلاها,ويحرر وجودها و مصيرها,جاء هؤلاء وارء رسولهم رسولهم العظيم ثوارا ومحررين ..

وحين كانت تهيب بمن يستشرف للحضاره الانسانيه مطالع جديده ورشيده,جاء هؤلاء روادا ومستشرقين

كيف انجز اولئك الابرار كل هذا الذي انجزوه في بضع سنين ..؟ !

كيف دمدموا علي العالم القديم بامبراطورياته وصولجانه وحولوه الي كثيب مهيل ..؟؟

كيف شادوا بقرأن الله وكلماته عالما جديدا يهتز نضره..ويتالقعظمه..ويتفوقاقتدارا..؟؟

وقبل هذا كله,وفوق هذا كله..كيف استطاعوا في مثل سرعه الضوء ان يضيئوا الضمير الانساني بحقيقه التوحيد وينكسوا منه الي الابد وثنيه القرون..؟؟

تلك هي معجزتهم الحقه

في هذا الموضوع اخوتي في الله سوف نعرف ونتعرف عن افضل الرجال الذين دقت اقدامهم الارض بعد الانبياء والمرسلين والخلفاء الراشدين

سوف نتعرف سويا علي اصحاب الرسول عليه وعليهم افضل الصلاه وابهي السلام

نري ايمانهم ,وثباتهم,وبطولتهم,وولاءهم لله ورسوله..

نري البذل الذي بذلوا..والهول الذي احتملوا..والفوز الذي احرزوا..

ونري الدور الجليل الذي نهضوا به لتحرير البشريه كلها من وثن الضمير,وضياع المصير ..

ولن يجد القارئ بين هؤلاء خلفاء الرسول الاربعه :

ابا بكر ,وعمر,وعثمان,وعلي ..

لان لكل واحد منهم موضوعه الخاص وكتابه الخاص والحديث عنه الذي لا ينتهي

والان لنقترب في خشوع وغبطه من أولئك الرجال الابرار

لنستقبل فيهم اروع نماذج البشريه الفاضله وابهاها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Tawfi2
مشرف
مشرف



ذكر عدد الرسائل : 153
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 11/08/2008

رجال حول الرسول.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول..   رجال حول الرسول.. I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 04, 2008 6:18 am

مصعب بن عمير

اول سفراء الاسلام



صحابي جليل من صحابة رسول الله كان شابا غنيا مترفا منعما حسن الوجه لطيف المعاملة والمعاشرة، وكلما تعمق القاريء في ترجمته ازداد له هيبة وامتلأ إعجابا وإكبارا له، فهو ممن وضعوا البُني الأساسية لمجد الإسلام وعزته ومكانته ورفعته في مدينة رسول الله بين الأنصار أوسهم وخزرجهم، ولا أقصد بكلامي عن هذه الشخصية الكريمة مجرد التفاخر والتواكل والاعتماد في الحاضر على الأحساب والأمجاد الأولى، فهذا لا يفيدنا شيئا في مجال البناء والنهضة بشبابنا الضائع وأمتنا التائهة.

وإنما أقصد بحديثي استلهام روح البطولات الرائدة لدى سلفنا الصالح ليصبح الحديث عنهم عنوانا طيبا صالحا لبعث الحياة فيهم من جديد، وتجديد الأمل، واستعذاب المنى وتفجير الطاقات والقوى، وإحداث التغيرات الفورية في جيل الإسلام وأمة الحاضر للاتجاه نحو الأفضل والعمل من أجل غد مشرق ومستقبل باسم مليء بالأمجاد لا مجال فيه لمتخاذل أو مستضعف أو متردد أو مبتدع مارق، فليس الكلام الشيق المفصل عن حياة أي صحابي مجرد قصة أو ترجمة عابرة للتسلية وشغل الوقت كأغلب قصص وثقافات السوق الرائجة وإنما لتبيين موطن العبرة وموضع العظة ومعرفة طريق الأمل والنور.


هذا رجل من أصحاب محمد ما أجمل أن نبدأ به الحديث.

غرّة فتيان قريش, وأوفاهم جمالا, وشبابا..

يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون:" كان أعطر أهل مكة"..

ولد في النعمة, وغذيّ بها, وشبّ تحت خمائلها.

ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به "مصعب بن عمير"..

ذلك الفتى الريّان, المدلل المنعّم, حديث حسان مكة, ولؤلؤة ندواتها ومجالسها, أيمكن أن يتحوّل إلى أسطورة من أساطير الإيمان والفداء..؟

بالله ما أروعه من نبأ.. نبأ "مصعب بن عمير", أو "مصعب الخير" كما كان لقبه بين المسلمين.


هذا الصحابي هو السيد الشهيد السابق البدري القرشي العبدري: مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشي

انه واحد من أولئك الذين صاغهم الإسلام وربّاهم "محمد" عليه الصلاة والسلام..

ولكن أي واحد كان..؟

إن قصة حياته لشرف لبني الإنسان جميعا..

لقد سمع الفتى ذات يوم, ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين صلى الله عليه وسلم..

"محمد" الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا. وداعيا إلى عبادة الله الواحد الأحد.

وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا همّ لها, ولا حديث يشغلها إلا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه, كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث.

ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه, زينة المجالس والندوات, تحرص كل ندوة أن يكون مصعب بين شهودها, ذلك أن أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال "ابن عمير التي تفتح له القلوب والأبواب..

ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه, يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها.. هناك على الصفا في دار "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد, ولا التلبث والانتظار, بل صحب نفسه ذات مساء إلى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه...

هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن, ويصلي معهم لله العليّ القدير.

ولم يكد مصعب يأخذ مكانه, وتنساب الآيات من قلب الرسول متآلفة على شفتيه, ثم آخذة طريقها إلى الأسماع والأفئدة, حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..!

ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه, وكأنه من الفرحة الغامرة يطير.

ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج, والفؤاد المتوثب, فكانت السكينة العميقة عمق المحيط.. وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما يفوق ضعف سنّه وعمره, ومعه من التصميم ما يغيّر سير الزمان..!!!

--

كانت أم مصعب "خنّاس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها, وكانت تهاب إلى حد الرهبة..

ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى أمه.

فلو أن مكة بل أصنامها وأشرافها وصحرائها, استحالت هولاً يقارعه ويصارعه, لاستخف به مصعب إلى حين..

أما خصومة أمه, فهذا هو الهول الذي لا يطاق..!

ولقد فكر سريعا, وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرا.

وظل يتردد على دار الأرقم, ويجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو قرير العين بإيمانه, وبتفاديه غضب أمه التي لا تعلم خبر إسلامه خبرا..

ولكن مكة في تلك الأيام بالذات, لا يخفى فيها سر, فعيون قريش وآذانها على كل طريق, ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة, الواشية..

ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفية إلى دار الأرقم.. ثم رآه مرة أخرى وهو يصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم, فسابق ريح الصحراء وزوابعها, شاخصا إلى أم مصعب, حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها...

ووقف مصعب أمام أمه, وعشيرته, وأشراف مكة مجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته, القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم, ويملؤها به حكمة وشرفا, وعدلا وتقى.

وهمّت أمه أن تسكته بلطمة قاسية, ولكن اليد التي امتدت كالسهم, ما لبثت أن استرخت وتنحّت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالا يفرض الاحترام, وهدوءا يفرض الإقناع..

ولكن, إذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى, فان في مقدرتها أن تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر..

وهكذا مضت به إلى ركن قصي من أركان دارها, وحبسته فيه, وأحكمت عليه إغلاقه, وظل رهين محبسه ذاك, حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين إلى أرض الحبشة, فاحتال لنفسه حين سمع النبأ, وغافل أمه وحراسه, ومضى إلى الحبشة مهاجرا أوّابا..

ولسوف يمكث بالحبشة مع إخوانه المهاجرين, ثم يعود معهم إلى مكة, ثم يهاجر إلى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون.

ولكن سواء كان مصعب بالحبشة أم في مكة, فان تجربة إيمانه تمارس تفوّقها في كل مكان وزمان, ولقد فرغ من إعادة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد نموذجه المختار, واطمأن مصعب إلى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدّم قربانا لبارئها الأعلى, وخالقها العظيم..

خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله, فما إن بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيّا..

ذلك أنهم رأوه.. يرتدي جلبابا مرقعا باليا, وعاودتهم صورته الأولى قبل إسلامه, حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة, وألقا وعطرا..

وتملى رسول الله مشهده بنظرات حكيمة, شاكرة محبة, وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة, وقال:

" لقد رأيت مصعبا هذا, وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه, ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله".!!

لقد منعته أمه حين يئست من ردّته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة.. وأبت أن يأكل طعامها إنسان هجر الآلهة وحاقت به لعنتها, حتى ولو يكون هذا الإنسان ابنها..!!

ولقد كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرّة أخرى بعد رجوعه من الحبشة. فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه..

وإنها لتعلم صدق عزمه إذا همّ وعزم, فودعته باكية, وودعها باكيا..

وكشفت لحظة الوداع عن إصرار عجيب على الكفر من جانب الأم وإصرار أكبر على الإيمان من جانب الابن.. فحين قالت له وهي تخرجه من بيتها: اذهب لشأنك, لم أعد لك أمّا. اقترب منها وقال:"يا أمّه إني لك ناصح, وعليك شفوق, فاشهدي بأنه لا اله إلا الله, وأن محمدا عبده ورسوله"...

أجابته غاضبة مهتاجة:" قسما بالثواقب, لا أدخل في دينك, فيزرى برأيي, ويضعف عقلي"..!!

وخرج مصعب من العتمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة.. وأصبح الفتى المتأنق المعطّر, لا يرى إلا مرتديا أخشن الثياب, يأكل يوما, ويجوع أياما و ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة, والمتألقة بنور الله, كانت قد جعلت منه إنسانا آخر يملأ الأعين جلال والأنفس روعة...

--

وآنئذ, اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها: أن يكون سفيره إلى المدينة, يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة, ويدخل غيرهم في دين الله, ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم..

كان في أصحاب رسول الله يومئذ من هم أكبر منه سنّا وأكثر جاها, وأقرب من الرسول قرابة.. ولكن الرسول اختار مصعب الخير, وهو يعلم أنه يكل إليه بأخطر قضايا الساعة, ويلقي بين يديه مصير الإسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة, ومنطلق الدعوة والدعاة, والمبشرين والغزاة, بعد حين من الزمان قريب..

وحمل مصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من رجاحة العقل وكريم الخلق, ولقد غزا أفئدة المدينة وأهلها بزهده وترفعه وإخلاصه, فدخلوا في دين الله أفواجا..

لقد جاءها يوم بعثه الرسول إليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة, ولكنه لم يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله وللرسول..!!

وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة, كان مسلمو المدينة يرسلون إلى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم.. وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة.. جاءوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم إليهم "مصعب بن عمير".

لقد أثبت "مصعب" بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف كيف يختار..

فلقد فهم مصعب رسالته تماما ووقف عند حدودها. وعرف أنه داعية إلى الله تعالى, ومبشر بدينه الذي يدعو الناس إلى الهدى, والى صراط مستقيم. وأنه كرسوله الذي آمن به, ليس عليه إلا البلاغ..

هناك نهض في ضيافة "أسعد بن زرارة" يفشيان معا القبائل والبيوت والمجالس, تاليا على الناس ما كان معه من كتاب ربه, هاتفا بينهم في رفق عظيم بكلمة الله (إنما الله اله واحد)..

ولقد تعرّض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به وبمن معه, لولا فطنة عقله, وعظمة روحه..



ذات يوم فاجأه وهو يعظ الإنس "أسيد بن خضير" سيد بني عبد الأشهل بالمدينة, فاجأه شاهرا حربته و يتوهج غضبا وحنقا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم.. ويدعوهم لهجر آلهتهم, ويحدثهم عن إله واحد لم يعرفوه من قبل, ولم يألفوه من قبل..!

إن آلهتهم معهم رابضة في مجاثمها و إذا احتاجها أحد عرف مكانها وولى وجهه ساعيا إليها, فتكشف ضرّه وتلبي دعاءه... هكذا يتصورون ويتوهمون..

أما إله محمد الذي يدعوهم إليه باسمه هذا السفير الوافد إليهم, فما أحد يعرف مكانه, ولا أحد يستطيع أن يراه..!!

وما إن رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعبا مقدم أسيد بن حضير متوشحا غضبه المتلظي, وثورته المتحفزة, حتى وجلوا.. ولكن مصعب الخير ظل ثابتا وديعا, متهللا..

وقف أسيد أمامه مهتاجا, وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة:

"ما جاء بكما إلى حيّنا, تسفهان ضعفاءنا..؟ اعتزلانا, إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة"..!!

وفي مثل هدوء البحر وقوته..

وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته.. انفرجت أسارير مصعب الخير وتحرّك بالحديث الطيب لسانه فقال:

"أولا تجلس فتستمع..؟! فان رضيت أمرنا قبلته.. وان كرهته كففنا عنك ما تكره".

الله أكبر. ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام..!!



كان أسيد رجلا أعرايبا عاقلا.. وها هو ذا يرى مصعبا يحتكم معه إلى ضميره, فيدعوه أن يسمع لا غير.. فان اقتنع, تركه لاقتناعه وان لم يقتنع ترك مصعب حيّهم وعشيرتهم, وتحول إلى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضارّ ولا مضارّ..

هنالك أجابه أسيد قائلا: أنصفت.. وألقى حربته إلى الأرض وجلس يصغي..

ولم يكد مصعب يقرأ القرآن, ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام, حتى أخذت أسارير أسيد تبرق وتشرق.. وتتغير مع مواقع الكلم, وتكتسي بجماله..!!

ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير وبمن معه قائلا:

"ما أحسن هذا القول وأصدقه.. كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين"..؟؟

وأجابوه بتهليلة رجّت الأرض رجّا, ثم قال له مصعب:

"يطهر ثوبه وبدنه, ويشهد أن لا اله إلا الله".

فغاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه, ووقف يعلن أن لا اله إلا الله, وأن محمدا رسول الله..

وسرى الخبر كالضوء.. وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع, وأسلم ثم تلاه سعد بن عبادة, وتمت بإسلامهم النعمة, وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون: إذا كان أسيد بن حضير, وسعد بن معاذ, وسعد بن عبادة قد أسلموا, ففيم تخلفنا..؟ هيا إلى مصعب, فلنؤمن معه, فإنهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه..!!

--

لقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم نجاحا منقطع النظير.. نجاحاً هو له أهل, وبه جدير..

وتمضي الأيام والأعوام, ويهاجر الرسول وصحبه إلى المدينة, وتتلمظ قريش بأحقادها.. وتعدّ عدّة باطلها, لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين.. وتقوم غزوة بدر, فيتلقون فيها درسا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون إلى الثأر, و تجيء غزوة أحد.. ويعبئ المسلمون أنفسهم, ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم وسط صفوفهم يتفرّس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية.. ويدعو مصعب الخير, فيتقدم ويحمل اللواء..

وتشب المعركة الرهيبة, ويحتدم القتال, ويخالف الرماة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام, ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين, لكن عملهم هذا, سرعان ما يحوّل نصر المسلمين إلى هزيمة.. ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل, وتعمل فيهم على حين غرّة, السيوف الظامئة المجنونة..

حين رأوا الفوضى والذعر في صفوف المسلمين, ركّزوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه..

وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر, فرفع اللواء عاليا, وأطلق تكبيرة كالزئير, ومضى يجول ويتواثب.. وكل همه أن يلفت نظر الأعداء إليه ويشغلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه, وجرّد من ذاته جيشا بأسره.. أجل, ذهب مصعب يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزير..

يد تحمل الراية في تقديس..

ويد تضرب بالسيف في عنفوان..

ولكن الأعداء يتكاثرون عليه, يريدون أن يعبروا فوق جثته إلى حيث يلقون الرسول..

لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الخاتم في حياة مصعب العظيم..!!

يقول ابن سعد: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري, عن أبيه قال:

[حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد, فلما جال المسلمون ثبت به مصعب, فأقبل ابن قميئة وهو فارس, فضربه على يده اليمنى فقطعها, ومصعب يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل..

وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه, فضرب يده اليسرى فقطعها, فحنا على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدره وهو يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل..

ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأنفذ الرمح, ووقع مصعب, وسقط اللواء].

وقع مصعب.. وسقط اللواء..!!

وقع حلية الشهادة, وكوكب الشهداء..!!

وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والإيمان..

كان يظن أنه إذا سقط فسيصبح طريق القتلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاليا من المدافعين والحماة..

ولكنه كان يعزي نفسه في رسول الله عليه الصلاة والسلام من فرط حبه له وخوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة سيف تقتلع منه ذراعا:

(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)

هذه الآية التي سينزل الوحي فيما بعد يرددها, ويكملها, ويجعلها, قرآنا يتلى..

--

وبعد انتهاء المعركة المريرة, وجد جثمان الشهيد الرشيد راقدا, وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية..

لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء, فأخفى وجهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه..!!

أو لكأنه خجلان إذ سقط شهيدا قبل أن يطمئن على نجاة رسول الله, وقبل أن يؤدي إلى النهاية واجب حمايته والدفاع عنه..!!

لك الله يا مصعب.. يا من ذكرك عطر الحياة..!!

--

وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها..

وعند جثمان مصعب, سالت دموع وفيّة غزيرة..

يقوا خبّاب بن الأرت:

[هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله, نبتغي وجه الله, فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى, ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا, منهم مصعب بن عمير, قتل يوم أحد.. فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة.. فكنا إذا وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه, وإذا وضعناها على رجليه برزت رأسه, فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوها مما يلي رأسه, واجعلوا على رجليه من نبات الأذخر"..]..

وعلى الرغم من الألم الحزين العميق الذي سببه رزء الرسول صلى الله عليه وسلم في عمه حمزة, وتمثيل المشركين بجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليه السلام, وأوجع فؤاده..

وعلى الرغم من أن أرض المعركة امتلأت بجثث أصحابه وأصدقائه الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالما من الصدق والطهر والنور..

على الرغم من كل هذا, فقد وقف على جثمان أول سفرائه, يودعه وينعاه..

أجل.. وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما:

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)

ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي دفن بها وقال لقد رأيتك بمكة, وما بها أرق حلة, ولا أحسن لمّة منك. "ثم ها ذا شعث الرأس في بردة"..؟!

وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال:

"إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة".

ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال:

"أيها الناس زوروهم , وأتوهم, وسلموا عليهم, فوالذي نفسي بيده, لا يسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامة, إلا ردوا عليه السلام"..

--

السلام عليك يا مصعب..

السلام عليكم يا معشر الشهداء..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Bedoo
Admin
Admin
Bedoo


ذكر عدد الرسائل : 92
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 24/07/2008

رجال حول الرسول.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول..   رجال حول الرسول.. I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 04, 2008 3:08 pm

جزاكم الله خيرا

وفى انتظار البقيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Moon_Light
مشرف
مشرف
Moon_Light


انثى عدد الرسائل : 280
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 02/08/2008

رجال حول الرسول.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول..   رجال حول الرسول.. I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 04, 2008 3:24 pm

جزاك الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
YOYO
مشرف
مشرف
YOYO


انثى عدد الرسائل : 392
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 20/08/2008

رجال حول الرسول.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول..   رجال حول الرسول.. I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 08, 2008 5:08 pm

جزاك الله كل خير
واللهم لا تحرمنا النظر فى وجهك الكريم و اجعلنا مما تجرى من تحتهم الانهار فى جنات النعيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Tawfi2
مشرف
مشرف



ذكر عدد الرسائل : 153
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 11/08/2008

رجال حول الرسول.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول..   رجال حول الرسول.. I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 08, 2008 5:23 pm

عبد الله بن عمر

تح دث وهو على قمة عمره الطويل فقال:
"لقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم..

فما نكثت ولا ب دلت الى يومي هذا..

وما بايعت صاحب فتنة..

ولا أيقظت مؤمنا من مرقده"..

وفي هذه الكلمات تلخيص لحياة الرجل الصالح الذي عاش فوق الثمانين ٬ والذي بدأت علاقته بالاسلام
والرسول ٬ وهو في الثالثة عشر من العمر ٬ حين صحب أباه في غزوة بدر ٬ راجيا أن يكون له بين
المجاهدين مكان ٬ لولا أن ر ده الرسول عليه السلام لصغر سنه..

من ذلك اليوم.. بل وقبل ذلك اليوم حين صحب أباه في هجرته الى المدينة.. بدأت صلة الغلام ذي
الرجولة المبكرة بالرسول عليه السلام والاسلام..

ومن ذلك اليوم الى اليوم الذي يلقى فيه ربه ٬ بالغا من العمر خمسة وثمانين عاما ٬ سنجد فيه حيثما
نلقاه ٬ المثابر الأ واب الذي لا ينحرف عن نهجه قيد أشعرة ٬ ولا يند عن بيعة بايعها ٬ ولا يخيس بعهد
أعطاه..

وان المزايا التي تأخذ الأبصار الى عبدالل بن عمر لكثيرة.

فعلمه وتواضعه ٬ واستقامة ضميره ونهجه ٬ وجوده ٬ وورعه ٬ ومثابرته ٬ على العبادة وصدق استمساكه
بالقدوة..

كل هذه الفضائل والخصال ٬ صاغ ابن عمر عمره منها ٬ وشخصيته الفذة ٬ وحياته الطاهرة الصادقة..

لقد تعلم من أبيه عمر بن الخطاب خيرا كثيرا.. وتعلم مع أبيه من رسول الله الخير كله والعظمة كلها..

لقد أحسن كأبيه الايمان بالله ورسوله.. ومن ثم ٬ كانت متابعته خطى الرسول أمرا يبهر الألباب..

فهو ينظر ٬ ماذا كان الرسول يفعل في كل أمر ٬ فيحاكيه في دقة واخبات..

هنا مثلا ٬ كان الرسول عليه الصلاة والسلام يصلي.. فيصلي ابن عمر في ذات المكان..

وهنا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو قائما ٬ فيدعو ابن عمر قائما...

وهنا كان الرسول يدعو جالسا ٬ فيدعو عبدالله جالسا..

وهنا وعلى هذا الطريق نزل الرسول يوما من فوق ظهر ناقته ٬ وصلى ركعتين ٬ فصنع ابن عمر ذلك اذا
جمعه السفر بنفس البقعة والمكان..

بل انه ليذكر أن ناقة الرسول دارت به دورتين في هذا المكان بمكة ٬ قبل أن ينزل الرسول من فوق
ظهرها ٬ ويصلي ركعتين ٬ وقد تكون الناقة فعلت ذلك تلقائيا لتهيئ لنفسها مناخها.

لكن عبدالل بن عمر لا يكاد يبلغ ها المكان يوما حتى يدور بناقته ٬ ثم ينيخها ٬ ثم يصلي ركعتين للله..

تماما كما رأى المشهد من قبل مع رسول الله..

ولقد أثار فرط اتباعه هذا ٬ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت:
"ما كان أحد يتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم في منازله ٬ كما كان يتبعه ابن عمر".

ولقد قضى عمره الطويل المبارك على هذا الولاء الوثيق ٬ حتى لقد حاء على المسلمين زمان كان
صالحهم يدعو ويقول:
"اللهم أبق عبدالله بن عمر ما أبقيتني ٬ كي أقتدي به ٬ فاني لا أعلم أحد على الأمر الأول غيره".

وبقوة هذا التحري لشديد الويق لخطى لبرسول وسنته ٬ كان ابن عمر يته يب الحديث عن رسول الله
ولا يروي عنه عليه السلام حديثا الا اذا كان ذاكرا كل حروفه ٬ حرفا.. حرفا

وقد قال معاصروه..

"لم يكن من أصحاب رسول الله أحد أشد حذرا من ألا يزيد في حديث رسول الله أو ينقص منه ٬ من
عبدالله بن عمر"..!!

وكذلك كان شديد الحذر والتح وط في الفتيا..

جاءه يوما رجل يستفتيه ٬ فلماألقى على ابن عمر سؤاله أجابه قائلا:
" لا علم لي بما تسأل عنه"

وذهب الرجل في سبيله ٬ ولا يكاد يبتعد عن ابن عمر خطوات حتى يفرك ابن عمر كفه جذلان فرحا ويقول
لنفسه:
"سئل ابن عمر عما لا يعلم ٬ فقال لا أعلم"..!

كان يخاف أن يجتهد في فتياه ٬ فيخطئ في اجتهاده ٬ وعلى الرغم من أنه يحيا وفق تعاليم الدين
العظيم ٬ للمخطئ أجر وللمصيب أجرين ٬ فان ورعه أن يسلبه ورعه كان يسلبه الجسارة على الفتيا.

وكذلك كان ينأى به عن مناصب القضاة..

لقد كانت وظيفة القضاء من أرقع مناصب الدولة والمجتمهع ٬ وكانت تضمن لشاغرها ثراء ٬ وجاها ٬ ومجدا..

ولكن ما حاجة ابن عمر الورع للثراء ٬ وللجاه ٬ وللمجد..؟!

دعاه يوما الخليفة عثمان رضي الله عنهما ٬ وطلب اليه أن يشغل منصب القضاة ٬ فاعتذر.. وألح عليه
عثمان ٬ فثابر على اعتذاره..

وسأله عثمان: أتعصيني؟؟
فأجاب ابن عمر:
" كلا.. ولكن بلغني أن القضاة ثلاثة..

قاض يقضي بجهل ٬ فهو في النار..

وقاض يقضي بهوى ٬ فهو في النار..

وقاض يجتهد ويصيب ٬ فهو كفاف ٬ لا وزر ٬ ولا أجر..

واني لسائلك بالله أن تعفيني"..

وأعفاه عثمان ٬ بعد أن أخذ عليه العهد ألا يخبر أحدا بهذا.

ذلك أن عثمان يعلم مكانة ابن عمر في أفئدة الناس ٬ وانه ليخشى اذا عرف الأتقياء الصالحون عزوفه عن
القضاء أن يتابعوا وينهجوا نهجه ٬ وعندئذ لا يجد الخليفة تقيا يعمل قاضيا..

وقد يبدو هذا الموقف لعبد الله بن عمر سمة من سمات السلبية.

بيد أنه ليس كذلك ٬ فعبد الله بن عمر لم يمتنع عن القضاء وليس هناك من يصلح له سواه.. بل هناك
كثيرون من أصحاب رسول الله الورعين الصالحين ٬ وكان بعضهم يشتغل بالقضاء والفتية بالفعل..

ولم يكن في تخلي ابن عمر عنه تعطيل لوظيفة القضاء ٬ ولا القاء بها بين أيدي الذين لا يصلحون لها..

ومن ث م قد آثر البقاء مع نفسه ٬ ين ميها ويزكيها بالمزيد من الطاعة ٬ والمزيد من العبادة..

كما أنه في ذلك الحين من حياة الاسلام ٬ كانت الدنيا قد فتحت على المسلمين وفاضت الأموال ٬
وكثرت المناصب والامارات.

وشرع اغراء المال والمناصب يقترب من بعض القلوب المؤمنة ٬ مما جعل بعض أصحاب الرسول ٬ ومنهم
ابن عمر ٬ يرفعون راية المقاومة لهذا الاغراء باتخذهم من أنفسهم قدوة ومثلا في الزهد والورع والعزوف
عن المانصب الكبيرة ٬ وقهر فتنتها واغرائها...
**

لقد كان ابن عمر ٬أخا الليل ٬ يقومه مصليا.. وصديق السحر يقطعه مستغفرا وباكيا..

ولقد رأى في شبابه رؤيا ٬ فسرها الرسول تفسيرا جعل قيام الليل منتهى آمال عبدالله ٬ ومناط غبطته
وحبوره..

ولنصغ اليه يحدثنا عن نبأ رؤياه:

"رأيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن بيدي قطعة استبرق ٬ وكأنني لا أريد مكانا في
الجنة الا طارت بي اليه..

ورأيت كأن اثنين أتياني ٬ وأرادا أن يذهبا بي الى النار ٬ فتلقاهما ملك فقال: لا ترع ٬ فخل يا عني..

فقصت حفصة أختيعلى
النبي صلى الله عليه وسلم رؤياي ٬ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

نعم الرجل عبدالله ٬ لو كان يصلي من الليل فيكثر"..

ومن ذلك اليوم والى أن لقي ربه ٬ لم يدع قيام الليل في حله ٬ ولا في ترحاله..

فكان يصلي ويتلو القرآن ٬ ويذكر ربه كثيرا.. وكان كأبيه ٬ تهطل دموعه حين يسمع آيات النذير في القرآن.

يقول عبيد بن عمير: قرأت يوما على عبدالله بن عمر هذه الآية:
(فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا.يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو
تس وى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا)..

فجعل ابن عمر يبكي حتى نديت لحيته من دموعه.

وجلس يوما بين اخوانه فقرا:
(ويل للمطففين ٬ الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون ٬ واذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ٬ ألا يظن أولئك
أنهم ميعوثون ٬ ليوم عظيم ٬ يوم يقوم الناس لرب العالمين)..

ثم مضى يردد الآية:
(..يوم يقوم الناس لرب العالمين).

ودموعه تسيل كالمطر. حتى وقع من كثرة وجده وبكائه..!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Tawfi2
مشرف
مشرف



ذكر عدد الرسائل : 153
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 11/08/2008

رجال حول الرسول.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول..   رجال حول الرسول.. I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 08, 2008 5:24 pm

وفيما بعد.. وبينما الزمان يمر ٬ والفتن تكثر ٬ كان ابن عمر دوما هو الأمل ٬ فيلح الناس عليه ٬ كي يقبل
منصب الخلافة ٬ ويجيئوا له بالبيعة ٬ ولكنه كان دائما يأبى..

ولقد يشكل هذا الرفض مأخذا يوجه الى ابن عمر..

بيد أن كان له منطقه وحجته.فبعد مقتل عثمان رضي الله عنه ٬ ساءت الأمور وتفاقمت على نحو ينذر
بالسوء والخطر..

وابن عمر وان يك زاهدا في جاه الخلافة ٬ فانه يتقبل مسؤلياتها ويحمل أخطارها ٬ ولكن شريطة أن
يختاره جميع المسلمين طائين ٬ مختارين ٬ أما أن يحمل واحد لا غير على بيعته بالسيف ٬ فهذا ما يرفضه ٬
ويرفض الخلافة معه..

وآنئذ ٬ لم يكن ذلك ممكنا.. فعلى الرغم من فضله ٬ واجماع المسلمين على حبه وتوقيره ٬ فان اتساع
الأمصار ٬ وتنائبها ٬ والخلافات التي احتدمت بين المسلمين ٬ وجعلتهم شيعا تتنابذ بالحرب ٬ وتتنادى
للسيف ٬ لم يجعل الجو مهيأ لهذا الاجماع الذي يشترطه عبدالله بن عمر..

لقيه رجل يوما فقال له: ما أحد شر لأمة محمد منك..!

قال ابن عمر: ولم..؟ فوالله ما سفكت دماءهم ٬ ولا فرقت جماعتهم ٬ ولا شققت عصاهم..

قال الرجل: انك لو شئت ما اختلف فيك اثنان..

قال ابن عمر: ما أحب أنها أتتني ٬ ورجل يقول: لا ٬ وآخر يقول: نعم.

وحتى بعد أن سارت الأحداث شوطا طويلا ٬ واستقر الأمر لمعاوية.. ثم لابنه يزيد من بعده.ز ثم ترك
معاوية الثاني ابن يزيد الخلافة زاهدا فيها بعد أيام من توليها..

حتى في ذلك اليوم ٬ وابن عمر شيخ مسن كبير ٬ كان لا يزال أمل الناس ٬ وأمل الخلافة.. فقد ذهب اليه
مروان قال له:

هلم يدك نبايع لك ٬ فانك سيد العرب وابن سيدها..

قال له ابن عمر: كيف نصنع بأهل المشرق..؟
قال مروان: نضربهم حتى يبايعوا..

قال ابن عمر:"والله ما أحب أنها تكون لي سبعين عاما ٬ ويقتل بسببي رجل واحد"..!!

فانصرف عنه مروان وهو ينشد:

اني أرى فتنة تغلي مراجلها والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
يعني بأبي ليلى ٬ معاوية بن يزيد...
**

هذا الرفض لاستعمال القوة والسيف ٬ هو الذي جعل ابن عمر يتخذ من الفتنة المسلحة بين أنصار علي
وأنصار معاوية ٬ موقف العزلة والحياد جاعلا شعاره ونهجه هذه الكلمات:
"من قال حي على الصلاة أجبته..

ومن قال حي على الفلاح أجبته..

ومن قال حي على قتل أخيك المسلم واخذ ماله قلت: لا".!!

ولكنه في عزلته تلك وفي حياده ٬ لا يماليء باطلا..

فلطالما جابه معاوية وهو في أوج سلطانه يتحديات أوجعته وأربكته..

حتى توعده بالقتل ٬ وهو القائل:" لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت"..!!

وذات يوم ٬ وقف الحجاج خطيبا ٬ فقال:" ان ابن الزبير ح رف كتاب الله"!

فصاح ابن عمر في وجهه:" كذبت ٬ كذبت ٬ كذبت".

وسقط في يد الحجاج ٬ وصعقته المفاجأة ٬ وهو الذي يرهبه كل شيء ٬ فمضى يتوعد ابن عمر بش ر
جزاء..

ولوذح ابن عمر بذراعه في وجه الحجاج ٬ وأجابه الناس منبهرون:" ان تفعل ما تتوعد به فلا عجب ٬ فانك
سفيه متسلط"..!!

ولكنه برغم قوته وجرأته ظل الى آخر أيامه ٬ حريصا على ألا يكون له في الفتنة المسلحة دور ونصيب ٬
رافضا أن ينحاز لأي فريق...

يقول أبو العالية البراء:
" كنت أمشي يوما خلف ابن عمر ٬ وهو لا يشعر بي ٬ فسمعته يقول لنفسه:
" واضعين سيوفهم على عواتقهم ٬ يقتل بعضهم بعضا يقولون: يا عبد الله بن عمر ٬ أعط يدك"..؟!

وكان ينفجر أسى وألما ٬ حين يرى دماء المسلمين تسيل بأيديهم..!!

ولو استطاع أن يمنع القتال ٬ ويصون الدم لفعل ٬ ولكن الأحداث كانت أقوى منه فاعتزلها.

ولقد كان قلبه مع علي رضي الله عنه ٬ بل وكان معه يقينه فيما يبدو ٬ حتى لقد روي عنه أنه قال في
أخريات أيامه:
" ما أجدني آسى على شيء فاتني من الدنيا الا أني لم أقاتل مع عل ي ٬ الفئة الباغية"..!!

على أنه حين رفض أن يقاتل مع الامام علي الذي كان الحق له ٬ وكان الحق معه ٬ فانه لم يفعل ذلك
هربا ٬ والا التماسا للنجاة.. بل رفضا للخلاف كله ٬ والفتنة كلها ٬ وتجنبا لقتال لا يدو بين مسلم ومشرك ٬
بل بين مسلمين يأكل بعضهم بعضا..

ولقد أوضح ذلك تماما حين سأله نافع قال:" يا أبا عبد الرحمن ٬ أنت ابن عم.. وأنت صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ٬ وأنت وأنت ٬ فما يمنعك من هذا الأمر_ يعني نصرة علي_؟؟
فأجابه قائلا:
" يمنعني أن الله تعالى ح رم عل ي دم المسلم ٬ لقد قال عز وجل: (قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ٬ ويكون
الدين ..)

ولقد فعلنا وقاتلنا المشركين حتى كان الدين لله ٬اما اليوم. فيم نقاتل..؟؟
لقد قاتلت الأوثان تملأ الحرم.. من الركن الى الباب ٬ حتى نضاها الله من أرض العرب..

أفأقاتل اليوم من يقول لا اله الا الله".؟!

هكذا كان منطقه ٬ وكانت حجته ٬ وكان اقتناعه..

فهو اذن لم يتجنب القتال ولم يشترك فيه ٬ لاهروبا ٬ أ ٬ سلبية ٬ بل رفضا لاقرار حرب أهلية بين الأمة
المؤمنة ٬ واستنكافا على أن يشهر مسلم في وجه مسلم سيفا..

ولقد عاش عبد الله بن عمر طويلا.. وعاصر الأيام التي فتحت أبواب الدنيا على المسلمين ٬ وفاضت
الأموال ٬ وكثرت المناصب ٬ واستشرت المطامح والرغبات..

لكن قدرته النفسية الهائلة ٬ غ يرت كيمياء الومن..!! فجعلت عصر الطموح والمال والفتن.. جعلت هذا
العصر بالنسبة اليه ٬ أيام زهد ٬ وورع ويلام ٬ عاشها المثابر الأواب بكل يقينه ٬ ونسكه وترفعه.. ولم يغلب
قط على طبيعته الفاضلة التي صاغها وصقلها الاسلام في أيامه الأولى العظيمة الشاهقة..

لقد تغ يرت طبيعة الحياة ٬ مع بدء العصر الأموي ٬ ولم يكن ث مة مفر من ذلك التغيير.. وأصبح العصر يومئذ ٬
عصر توسع في كل شيء.. توسع لم تستجب اليه مطامح الدولة فحسب ٬ بل ومطامح الجماعة والأفراد
أيضا.

ووسط لجج الاغراء ٬ وجيشان العصر المفتون بمزايا التوسع ٬ وبمغانمه ٬ ومباهجه ٬ كان ابن عمر يعيش مع
فضائله ٬ في شغل عن ذلك كله بمواصلة تقدمه الروحي العظيم.

ولقد أحرز من أغراض حياته الجليلة ما كان يرجو حتى لقد وصفه معاصروعه فقالوا:
( مات ابن عمر وهو مثل عمر في الفضل)

بل لقد كان يطيب لهم حين يبهرهم ألق فضائله ٬ أن يقارنوا بينه وبين والده العظيم عمر.. فيقولون:
( كان عمر في زمان له فيه نظراء ٬ وكان ابن عمر في زمان ليس فيه نظير)..!!

وهي مبالغة يغفرها استحقاق ابن عمر لها ٬ أما عمر فلا يقارن بمثله أحد.. وهيهات أن يكون له في كل
عصور الزمان نظير..
**

وفي العام الثاث والسبعين للهجرة.. مالت الشمس للمغيب ٬ ورفعت احدى سفن الأبدية مراسيها ٬
مبحرة الى العالم الآخر والرفيق الأعلى ٬ حاملة جثمان آخر ممثل لعصر الوحي _في مكة والمدينة_ عبد
الله بن عمر بن الخطاب. كان آخر الصحابة رحيلا عن الدنيا كلها أنس بن مالك رضي الله عنه ٬ توفي
بالبصرة ٬ عام واحد وتسعين ٬ وقيل عام ثلاث وتسعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Tawfi2
مشرف
مشرف



ذكر عدد الرسائل : 153
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 11/08/2008

رجال حول الرسول.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول..   رجال حول الرسول.. I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 09, 2008 4:26 pm

حمزة بن عبد المطلب


وهو
عم رسول الله ، وأخوه من الرضاعة، كان موصوفاً بالشجاعة والقوة والبأس حتى
عُرف أنه أعز فتى في قريش وأشدهم شكيمة، يشارك في الحياة الاجتماعية مع
سادة قومه في أنديتهم ومجتمعاتهم، ويهوى الصيد والقنص وكل أعمال البطولة
والفروسية، شهد وهو ابن اثنين وعشرين عاماً حرب الفجار الثانية بين قومه
قريش وحلفائهم وبين قيس وحلفائها، وكان النصر لقريش.

كناه

أبو عمارة
أبو يعلى.


] ألقابه

سيد الشهداء.
أسد الله وأسد رسوله.


ميلاده وطفولته


ولد في مكة المكرمة قبل عام الفيل
بسنتين فهو أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، أرضعتهما ثويبة
جارية أبي لهب في فترتين متقاربتين، فنشأ -- وتربى بين قومه بني هاشم سادة
قريش ومكة معززاً مكرماً.

إسلامه[/b]


عن ابن إسحاق قال حدثني رجل من أسلم، وكان واعيه، أن أبا جهل اعترض
لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا فآذاه وشتمه، وقال فيه ما يكره
من العيب لدينه والتضعيف له، فلم يكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ومولاة لعبد الله بن جدعان التيمي في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك، ثم
انصرف عنه فعمد إلى نادي قريش عند الكعبة فجلس معهم، ولم يلبث حمزة بن عبد
المطلب أن أقبل متوشحا قوسه راجعا من قنص له، وكان إذا فعل ذلك لم يمر على
نادي قريش وأشدها شكيمة وكان يومئذ مشركا على دين قومه فجاءته المولاة وقد
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرجع إلى بيته فقالت له يا أبا عمارة
لو رأيت ما لقي بن أخيك محمد من أبي الحكم آنفا وجده ها هنا فآذاه وشتمه
وبلغ ما يكره ثم انصرف عنه، فعمد إلى نادي قريش عند الكعبة فجلس معهم ولم
يكلم محمد، فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله من كرامته، فخرج سريعا لا يقف
على أحد كما كان يصنع يريد الطواف بالبيت متعمدا لأبي جهل أن يقع به فلما
دخل المسجد نظر إليه جالسا في القوم، فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع
القوس فضربه على رأسه ضربة مملوءة، وقامت رجال من قريش من بني مخزوم إلى
حمزة لينصروا أبا جهل فقالوا ما نراك يا حمزة إلا صبأت، فقال حمزة وما
يمنعني وقد استبان لي ذلك منه أنا أشهد أنه رسول الله وأن الذي يقول حق
فوالله لا أنزع فامنعوني إن كنتم صادقين فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة،
لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا ومر حمزة على إسلامه وتابع يخفف رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فلما أسلم حمزة علمت قريش أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد عز وامتنع وأن حمزة سيمنعه فكفوا عن بعض ما كانوا يتناولونه
وينالون منه فقال في ذلك سعد حين ضرب أبا جهل فذكر رجزا غير مستقر أوله ذق
أبا جهل بما غشيت قال ثم رجع حمزة إلى بيته فأتاه الشيطان فقال أنت سيد
قريش اتبعت هذا الصابئ وتركت دين آبائك للموت خير لك مما صنعت فأقبل على
حمزة شبة فقال ما صنعت اللهم إن كان رشدا فاجعل تصديقه في قلبي وإلا فاجعل
لي مما وقعت فيه مخرجا فبات بليلة لم يبت بمثلها من وسوسة الشيطان حتى
أصبح فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن أخي إني وقعت في أمر
لا أعرف المخرج منه وأقامه مثلي على ما لا أدري ما هو أرشد هو أم غي شديد
فحدثني حديثا فقد استشهيت يابن أخي أن تحدثني فأقبل رسول الله صلى الله
عليه وسلم فذكره ووعظه وخوفه وبشره فألقى الله في نفسه الإيمان كما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد إنك لصادق شهادة المصدق والمعارف
فأظهر يا بن أخي دينك فوالله ما أحب أن لي ما ألمعت الشمس وأني على ديني
الأول قال فكان حمزة ممن أعز الله به الدين.
ولما أسلم حمزة قال أبياتاً منها:
حمدت الله حين هدى فؤادي... إلى الإسلام والدِّين الحنيف
لدينٌ جاء من ربٍ عزيزٍ... خبيرٍ بالعباد بهم لطيف
إذا تليت رسائله علين... تحدر دمع ذي اللب الحصيف
رسائل جاء أحمد من هداه... بآيات مبينة الحروف
وأحمد مصطفى فينا مطاع... فلا تغشوه بالقول العنيف
فلا والله نسلمه لقوم... ولما نقض فيهم بالسيوف
ونترك منهم قتلى بقاع... عليها الطير كالورد العكوف
وقد خبرت ما صنعت ثقيف... به فجزى القبائل من ثقيف
إله الناس شر جزاء قوم... ولا أسقاهم صوب الخريف
وكان إسلام حمزة في السنة الثانية من مبعث رسول الله، وقيل بل أسلم بعد
دخول النبي دار الأرقم في السنة السادسة من البعثة، ونرجح الرواية الأولى
لإجماع المصادر عليه.
وبعد إسلامـه، حضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.وكان أول لواء يعقد في الإسلام لحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه حينما
بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين رجلاً من المهاجرين يعترض
عيرًا لقريش قد جاءت من الشام تردي مكة،ـ وفيها أبو جهل في 300 رجل،
فبلغوا ساحل البحر، والتقى الجانبان، ولم يقتتلو، ولكن المسلمين كانوا قد
أثروا في معنويات قريش، إذ أنهم تخلوا عن القتال بالرغم من تفوق المشكرين
عليهم تفوقًا ساحقً، وبهذه السرية بدأ فرض الحصار الاقتصادي على قريش
بتهديد طريق مكـة ـ الشام الحيوي لتجارة قريش تهديدًا خطيرً..
حياته في الإسلام



حصار الشعب

في السنة السابعة من البعثة شارك حمزة قومه بني هاشم وبني المطلب
الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شِعب أبي طالب وعانوا منه المشقة
والعذاب، ولكنهم خرجوا منه في السنة العاشرة وهم أشد قوة وأكثر صلابة.

هجرته[/url][]


ولما أمر النبي المسلمين بالهجرة إلى المدينة، هاجر حمزة مع من هاجر
إليها قبيل هجرة النبي بوقت قصير، ونزل فيها على سعد بن زرارة من بني
النجار، وآخى الرسول بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول .

[ جهاده


وبعد
مرور سبعة شهور على الهجرة النبوية عقد رسول أول لواء لحمزة بن عبد
المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين لاعتراض عير []قريش[/url]
القادمة من الشام إلى مكة المكرمة بقيادة أبي سفيان بن اميه في ثلاثمائة رجل، ولم يحصل بين الطرفين قتال، إذ حجز بينهما مجدي بن عمرو الجهني، وكان حليفاً للطرفين.شهد مع النبي غزوة ودّان -قرية قريبة من الجحفة
بين مكة والمدينة- وحمل لواء الغزوة. وظهرت بطولته في معركة بدر الكبرى
التي وقعت في رمضان من السنة الثانية للهجرة حيث اختاره الرسول مع عبيدة
بن الحارث وعلي بن أبي طالب لمبارزة فرسان كفار قريش: عتبة بن ربيعة،
وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، فبارز حمزة شيبة وقتله وشارك الآخرين في
قتل عتبة، كما قتل عدداً آخر من أبطال قريش منهم طعيمة بن عدي، وأبلى بلاء
حسناً، وقاتل بسيفين، وكان يعلّم نفسه بريشة نعامة في صدره، وقال عنه أمية
بن خلف أحد سادة قريش قبل أن يقتله المسلمون ذلك فعل بنا الأفاعيل، وقد
كان حمزة بحق بطل غزوة بدر الكبرى، وبعد معركة بدر وفي شهر شوال من السنة
الثانية للهجرة كان حمزة حاملاً لواء النبي لغزو يهود بني قينقاع وإجلائهم
عن المدينة، وقد تجلت بطولته وشجاعته بشكل كبير في معركة أحد التي حدثت في
شهر شوال سنة 3هـ، وأبلى فيها بلاء عظيماً، وقتل أكثر من ثلاثين شخصاً من
الكفار، وكان يقاتل بين يدي رسول بسيفين كأنه الجمل الأورق.
[ استشهاده[
استشهد حمزة بن عبد المطلب في معركة أحد.
[ قصة وفاته

قتله وحشي الحبشي، ولقتله قصة ذكرها وحشي حيث كان غلاماً لجبير بن
مطعم، وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر كما ذكر، فلما سارت قريش إلى
أحد، قال جبير لوحشي (إن قتلت حمزة عم محمد، فأنت عتيق)، فخرج وحشي مع
الناس، وكان رجلاً حبشياً يقذف بالحربة قذف الحبشة، قلما يخطئ، قال وحشي:
(والله إني لأنظر إلى حمزة يهد الناس بسيفه ما يبقي به شيئاً مثل الجمل
الأورق) إذ تقدمني إليه سبّاع بن عبد العزى، فقال له حمزة: هلمّ إليّ يا
ابن مقطعة البظور، فضربه ضربة فقتله، وهززت حربتي، حتى إذا رضيت منها
دفعتها إليه فوقعت في أسفل بطنه، حتى خرجت من بين رجليه وقضت عليه.
التمثيل بجثته

ثم
إن نسوة من قريش ومنهن ]هند بنت عتبة[/url] التي قُتل أبوها وأخوها في
معركة بدر مثّلن في جثته وبقرن بطنه، وأكلت هند كبده فلم تستسغه فلفظته.

أثر وفاته
[/b]

لما وقف عليه رسول ورآه قتيلاً بكى، فلما رأى ما مُثِّل به شهق وقال
(رحمك الله أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات)، وقال أيضاً (لن
أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً أغيظ إليَّ من هذا) ثم قال: (لولا جزع
النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع)، ثم أمر بالقتلى،
فجعل يصلي عليهم بسبع تكبيرات ويرفعون ويترك حمزة، ثم يُجاء بسبعة فيكبر
عليهم سبعاً حتى فرغ منهم، وقال بحقه (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب).
وكان استشهاد حمزة في منتصف شهر شوال سنة 3 هـ
(624م) وله من العمر نحو (58سنة) ثم أمر رسول بحمزة فدفن في موقع المعركة
في بطن جبل أحد ودفن معه ابن أخته عبد الله بن جحش وقبرهما معروف حتى
اليوم وتسمى المنطقة منطقة سيد الشهداء، ولما رجع رسول من أحد إلى المدينة
سمع بعض نساء الأنصار يبكين شهداءهن، فقال: (لكن حمزة لا بواكي له) فاجتمع
نساء وبكين حمزة ولما أطلن البكاء قال : (مروهنّ لا يبكين على هالك بعد
اليوم).
وكانت السيدة فاطمة الزهراء تأتي قبر حمزة .. ترمه وتصلحه .
رثاؤه

رثاه عدد من الشعراء منهم عبد الله بن رواحة الذي يقول فيه:
بكت عينـي وحق لها بكاها ... وما يغني البكـاء ولا العويـل
على أسد الإله غـداة قالـوا ... أحـمزة ذاكـم الـرجل القتيــل
أصيب المسلمون به جميعاً ... هناك وقد أصيب به الرسول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
THE MASTER
عضو فعال
عضو فعال
THE MASTER


ذكر عدد الرسائل : 108
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

رجال حول الرسول.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول..   رجال حول الرسول.. I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 10, 2008 12:09 am

جميل جدا الموضوع

وجزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نائب المدير
عضو جديد
عضو جديد
نائب المدير


عدد الرسائل : 13
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

رجال حول الرسول.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول..   رجال حول الرسول.. I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 10, 2008 5:28 pm

شكرا اخى الكريم على هذا المجهود العظيم

ووفقك الله لما تحب وترضى

ولذلك احب ان اهدى لكم ايضا هذا الكتاب لتعم الفئده والنفع العام

وجزاكم الله خيرا





كتاب رجال ونساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم



رجال حول الرسول.. Regalwanesaahawlalrasool



انصح الجميع بتحميله

مساحة الكتاب 2.2 ميجا



وصلات التحميل

http://www.4shared.com/file/32865485/a39dc51b/regalwanesaahawlalrasool.html
او
http://www.megaupload.com/sa/?d=QYYO0T10نســ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Tawfi2
مشرف
مشرف



ذكر عدد الرسائل : 153
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 11/08/2008

رجال حول الرسول.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول..   رجال حول الرسول.. I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 11, 2008 2:12 am

شكرا يا نائب المدير

على الكتب دى

وربنا ينفع الجميع بها ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Tawfi2
مشرف
مشرف



ذكر عدد الرسائل : 153
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 11/08/2008

رجال حول الرسول.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول..   رجال حول الرسول.. I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 12, 2008 3:51 pm

عبد الرحمن بن عوف

عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب الزهري القرشي ، الصحابي السابق المهاجر ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، وخؤولة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اسم أمه الشفاء ، ولد بعد الفيل بعشر سنين فهو أصغر من النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين

إسلامه وجهاده

كان عبد الرحمن من السابقين الأولين إلى الإسلام ، إذ أسلم قبل دخول النبي محمد دار الأرقم بن أبي الأرقم ، وكان اسمه عبد عمرو ، فغيره النبي محمد إلى عبد الرحمن ، وهاجر الهجرتين وشهد بدراً وسائر المشاهد، وآخى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الخزرجي .

و قد بعثه النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى دومة الجندل ، ففتح الله عليه ، وأذن له النبي محمد أن ينكح ابنة ملكهم، وهي تماضر بنت الأصبغ الكلبي.

ذكر شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في الإصابة : ((قال معمر عن الزهري ، تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله ، ثم تصدق بأربعين ألف دينار ، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله وخمسمائة راحلة)).

منزلته عند النبي محمد

كان عبد الرحمن كغيره من الصحابة السابقين الأولين ذا منزلة عظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

روى أحمد في مسنده عن أنس أنه كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن كلام ، فقال خالد : أتستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها ! ، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : دعوا لي أصحابي

و ذكر ابن سعد في الطبقات : ((قال عبد الرحمن بن عوف: قطع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً بالشام يُقال لها السليل ، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتب لي بها كتابا ، وإنما قال :إذا فتح الله علينا بالشام فهي لك

وفاته

توفي عبد الرحمن سنة ثلاث وثلاثين للهجرة في بلاد الشام ، وصلى عليه أمير المؤمنين الخليفة عثمان بن عفان .

وصيته وتركته

أوصى عبد الرحمن بن عوف في السبيل بخمسين ألف دينار ، وقد خلّف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة ومئة فرس ترعى بالبقيع ، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحاً يدخل له منها قوت أهله لسنة ، وترك ذهباً قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منه. وترك أربع نساء حينما اقتسمن الثمن كان نصيب كل منهن ثمانون ألف دينا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رجال حول الرسول..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: اسلاميات :: منتدى الاسلامى العام-
انتقل الى: